الأحد، 31 مايو 2009

فصل في أقسام القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم وبه استعين الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه

أما بعد

مخطوطه التبيان في أقسام القرآن


الله سبحانه يقسم بأمور على أمور وإنما يقسم بنفسه الموصوفة بصفاته وآياته المستلزمة لذاته وصفاته وإقسامه ببعض المخلوقات دليل على أنه من عظيم آياته فالقسم إما على جملة خبرية وهو الغالب كقوله تعالى ( فورب السماء والأرض إنه لحق ) وإما على جملة طلبية كقوله تعالى ( فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ) مع أن هذا قد يراد به تحقيق المقسم عليه فيكون من باب الخبر وقد يراد به تحقيق القسم والمقسم عليه يراد بالقسم توكيده وتحقيقه فلا بد أن يكون مما يحسن فيه ذلك كالأمور الغائبة والخفية إذا أقسم على ثبوتها فأما الأمور الظاهرة المشهورة كالشمس والقمر والليل والنهار والسماء والأرض فهذه يقسم بها ولا يقسم عليها وما أقسم عليه الرب فهو من آياته فيجوز أن يكون مقسما به ولا ينعكس وهو سبحانه يذكر جواب القسم تارة وهو الغالب وتارة يحذفه كما يحذف جواب لو كثيرا كقوله تعالى ( كلا لو تعلمون علم اليقين ) وقوله ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض ) ( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة ) ( ولو ترى إذا فزعوا فلا فوت ) ( ولو ترى إذ وقفوا على ربهم ) ومثل هذا حذفه من أحسن الكلام لأن المراد أنك لو رأيت ذلك لرأيت هولا عظيما فليس في ذكر الجواب زيادة على ما دل عليه الشرط وهذه عادة الناس في كلامهم إذا رأوا أمورا عجيبة وأرادوا أن يخبروا بها الغائب عنها يقول أحدهم لو رأيت ما جرى يوم كذا بموضع كذا ومنه قوله تعالى ( ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب ) فالمعنى في أظهر الوجهين لو يرى الذين ظلموا في الدنيا إذ يرون العذاب في الآخرة والجواب محذوف ثم قال ( أن القوة لله جميعا ) كما قال تعالى ( ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت ) ( ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة ) أي لو ترى ذلك الوقت وما فيه وأما القسم فان الحالف قد يحلف على الشيء ثم يكرر القسم فلا يعيد المقسم عليه لأنه قد عرف ما يحلف عليه فيقول والله إن لي عليه ألف درهم ثم يقول ورب السموات والأرض والذي نفسي بيده وحق القرآن العظيم ولا يعيد المقسم عليه لأنه قد عرف المراد والقسم لما كان يكثر في الكلام اختصر فصار فعل القسم يحذف ويكتفى بالباء ثم عوض من الباء الواو في الأسماء الظاهرة والتاء في أسماء الله كقوله ( وتالله لأكيدن أصنامكم ) وقد نقل ترب الكعبة وأما الواو فكثيرة .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبة أجمعين

المخطوطه كانت من تآليف المؤلف:

محمد بن ابي بكر بن ايوب الزرعي

رابط المخطوطه :

http://makhtota.ksu.edu.sa/makhtota/3023/1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق